التاريخ، بالانجليزى History و بالفرنساوى Histoire و الكلمتين مشتقين من الكلمة اليونانية ‹هيستوريا› "ἱστορία" بمعنى التعلم أو المشاهدة.
يقول المؤرخ السخاوى أن التاريخ " فن بيبحث عن وقائع الزمان من حيث التعيين و التوقيت، و موضوعه الانسان والزمان ".
يقول ابن خلدون فى مقدمته " فن التاريخ عزيز المذهب شريف الغاية، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم فى أخلاقهم، و الأنبياء فى سيرهم، والملوك فى دولهم وسياستهم، حتى تتم الفائدة فى الإقتداء بذلك لمن يرومه فى أحوال الدين الدنيا ".
أرسطو استعمل كلمة " هستوريا " بمعنى السرد المنظم لمجموعة من الظواهر الطبيعية بغض النظر عن إذا كان السرد وفق تسلسل زمنى أو لا.
كلمة تاريخ: معناها مجموعة من الأحداث حصلت فى الماضى، وتحصل الآن، والتنبؤ على هداها بالذي سيحصل فى المستقبل.
التقويم الميلادي
كان ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه فى بشائرهم من الظروف التى أحاطت بهذا الميلاد، مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما فى تاريخ الدولة الرومانية التى كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود، ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذى ولد فيه السيد المسيح. بيد أن المسيحيين لم يبدأوا فى وضع تقويمهم على أساس ميلاد السيد المسيح إلا بعد أن توقفت الدولة الرومانية عن اضطهادهم وأوقفت المذابح التى كانت تروى فيها الأرض بدمائهم. ثم أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
ففى منتصف القرن السادس بدأ راهب رومانى يسمى ديونيسيوس اكسيجونوس ينادى بوجوب أن يكون ميلاد السيد المسيح هو بداية التقويم بدلا من التقويم الرومانى الذى كان يبدأ بتاسيس مدينة روما، والذى كان سائدا فى جميع أنحاء الدولة الرومانية. وبالفعل نجح هذا الراهب فى دعوته فبدأ العالم المسيحى منذ سنة 532 ميلادية يستخدم التقويم الميلادى.
كيف حسب ديوناسيوس تاريخ الميلاد؟
أراد ديونيسيوس أن يكون ابتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح له المجد متخذا المدة الفيكتورية وهى 532 سنة (28 × 19) أساسا.
وبعد أن أجرى حسابا وصل الى أن السيد المسيح ولد سنة 753 لتأسيس مدينة روما.
ولكن ديونيسيوس أخطأ فى حسابه إذ أنه ثبت للباحثين فيما بعد ان التقويم الذى وضعه لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لاحقة لتاريخ الميلاد الحقيقى، أى أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات.
وقد أستند الباحثون فى ذلك الى أدلة كثيرة منها:
أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرود الكبير ملك اليهود إذ جاء فى إنجيل متى "ولد يسوع فى بيت لحم التى بإقليم اليهودية فى أيام هيرودس الملك" (متى 2: 1)، ولما كان المؤرخ اليهودى يوسيفوس – الذى عاش فى فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد تاريخ موت هيرودس بسنة 750 رومانية وهى تقابل سنة 4 قبل الميلاد، وبذلك لا يمكن أن يكون ميلادالسيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وغنما الراجح بناء على القرائن الواردة فى البشائر – أنه ولد فى أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد (أى فى أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية). مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.
حسب ما ورد فى إنجيل لوقا إذ يقول " بدأ السيد المسيح خدمته الهارية فى السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر. وكان حين ابتدأ يبشر فى الثلاثين من عمره (لوقا 3: 1، 3 و21 و23) ولما كان طيباريوس قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين من عمره بعد خمسة عشر عاما هذا التاريخ، أى فى سنة 780 رومانية. وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أى سنة 4 قبل الميلاد.
بعض المؤرخين القدامى، ومنهم سافيروس سالبيشيوس، ونيكونورس كاليستوس قروا أن تاريخ ميلاد السيد المسيح كان قبل مقتل الأمبراطور الرومانى يوليوس قيصر بأثنين وأربعين سنة، أى فى سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذى وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس.
إلا أن الباحثين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق فى التقويم الذى وضعه ديونيسيوس والذى يؤدى الى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة، او أوائل السنة الرابعة قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثين إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا، وقد استقرت عليه الأوضاع فى كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره الى كثير من الارتباك والبلبة، أثروا أن يحتفظوا به، فظل ساريا حتى اليوم.
التقويم الهجري
وضع التقويم الهجرى فى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه . وسبب وضعة أنه فى السنة السابعة عشرة للهجرة كتب الخليفة الثانى عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أبى موسى الأشعرى عامله على البصرة وذكر فى كتابه شهر شعبان فرد أبى موسى الأشعرى أنه يأتينا كتابا محله شعبان فما ندرى أهو شعبان الذى نحن فيه أم الماضى . فأدرك عمر ضرورة وضع مبدأ للتاريخ الأسلامى . فجمع الخليفة الصحابة وأخبرهم بالأمر وأوضح لهم لزوم وضع تاريخ يؤرخ به المسلمون وكان ذلك فى يوم الأربعاء 20 جمادى الأخرة من سنة 17 هجرية الموافق 8 يوليو ( تموز ) سنة 638 ميلادية0 ثم تداولوا فى إختيار المبدأ فقال البعض نؤرخ لسنة مولد النبى وقال فريق آخر نؤرخ لسنة الهجرة لأن وقت الهجرة معروف ولم يختلف فيه أحد. ولم يختاروا المولد ولا المبعث لعدم تأكدهم من وقت حصولهما ولا وقت الوفاة لأنه حدث محزن وتذكره مكدر . وقد كان بين الفريق الذى قال بالهجرة سيدنا عمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم وأرضاهم . وأخيرا قال سيدنا عمر رضى الله عنه ( الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وبالمحرم لأنه منصرف الناس من حجهم ) فاتفقوا على ذلك.
وقد أتخذوا أول المحرم من السنة التى هاجر فيها النبى صلى الله عليه وسلم مبدأ للتاريخ الأسلامى بالرغم من أن الهجرة لم تقع فى هذا اليوم . فالثابت أن صاحب الشريعة الغراء بارح مكة قبل ختام شهر صفر ببضعة أيام ومكث ثلاث ليال فى غار ثور ثم خرج ليلة غرة ربيع الأول قاصدا يثرب ووصل قباء ( على بعد فرسخين من يثرب ) يوم الأثنين 8 ربيع الأول وقت الظهر وإستراح هناك أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس بها أول مسجد فى الأسلام ثم شرف المدينه يوم الجمعة 12 ربيع الأول . أى أن الهجرة النبوية قد وقعت فى يوم الأثنين 8 ربيع الأول سنة 1 هجرية الموافق 20 سبتمبر ( أيلول ) سنة 622 ميلادية . وعلية فإن بداية أول سنة من الهجرة أعنى التاريخ الميلادى ويوم الأسبوع ليوم 1 محرم سنة 1 هجرية يوافق يوم الخميس 15 يوليو ( تموز ) سنة 622 ميلادية ( لأننا رجعنا القهقرى 67 يوما من اليوم الذى حدثت فيه الهجرة ) . وقد أصاب الصحابة فى إختيارأول المحرم مبدأ للسنين الهجرية لسببين:
1- كان المحرم من عهد قديم أول شهور السنة عند العرب فتغييره يحدث أضرابا فى التواريخ . ويلاحظ أن المسيحيين إتبعوا من قبل هذة الخطة . فالمسيح ولد فى 25 ديسمبر ولكنهم جعلوا يناير السابق لهذا التاريخ أول شهور السنة الميلادية لأن هذا الشهر كان مبدأ للسنين عند الرومان ومن عهد سابق لمولد المسيح ببضعة قرون.
2- كانت بيعة العقبة بين النبى ووفد يثرب فى شهر ذى الحجة أثناء الحج وبعدها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى يثرب واللحوق بإخوانهم من الأنصار وقال لهم( إن الله عز وجل قد جعل لكم إخواننا ودارا تأمنون بها ) فخرجوا إرسالا رجالا ونساء . وقد كان أول هلال إستهل بعد البيعة والأزن بالهجرة هو هلال شهر المحرم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق